القائمة الرئيسية

الصفحات

متى يسقـــط القنــــاع بين الفلاح و المســــؤول

+حجم الخط-
عجبا لفلاحينا اليوم وحتى المسؤولين عن القطاع الفلاحي ! فقد أصبحوا يتفننون في الخداع والغش


فحين تطأ قدماك أراضيهم وتسألهم عن حال الفلاحة والانتاج كلهم وبدون استثناء يشتكون حالتهم المزرية وما آلت إليه أوضاعهم المعيشية, فالعمال في المزارع مستاءون من تأخر في دفع مستحقاتهم لمدة شهور والفلاحون الخواص يشكون نقص العتاد وغلاء كراءه ,غلاء الأدوية والأسمدة.

فكبار السن في المزارع ينتظرون سن التقاعد بشغف والفلاحون صغار السن مستاءون ومتشائمون على حالهم وحال الفلاحة في الجزائر,فلقد أصبح الشاب الجزائري يخجل من يقول أنه يشتغل في الفلاحة وهذا واقع معاش وأتحدى من ينكر ذلك,وهذا ربما راجع إلى التهميش واحتقار هذا القطاع من أصحاب القرار فلقد صنف المهندس الفلاحي في درجة أقل من مهندس الغابات والبيطري فبالأمس القريب كانوا في صنف واحد ودرسوا كلهم خمس سنوات في الجامعة ويشتغلون في مديريات المصالح الفلاحية نفسها
وربما تجد رئيس المصلحة مهندس فلاحي ويشرف على الكل ،ألا ينقص من عزيمته وتفانيه في العمل تحت مظلة واحدة ؟
فعلى غرار مديريات المصالح الفلاحية المتواجدة في الجزائر تشرع مديرية المصالح الفلاحية بالمدية إلى تنظيم المعرض الفلاحي كل سنة بمناسبة اليوم الوطني للإرشاد حيث يطلب من الفلاحين ومسؤولى المزارع النموذجية والمستثمرات الفلاحية إلى عرض منتجاتهم وسلعهم في الأجنحة المخصصة لفضاء العرض,فالزائر للوهلة الأولى حين يتجول بين مختلف الاجنحة ينبهر بهذه المنتوجات والسلع سواء في الإنتاج النباتي أو الحيواني لكن الحقيقة غير ذلك فالبعض منهم يلجأ الى اقتناء سلعته من السوق وعرضها ليخدع بها المسؤولين في القطاع والولاية وخاصة أصحاب الفاكهة والعنب فهناك مثلا من لا يملك ولا كرمة عنب احمر بوعمر وتجد في جناح عرضه هذا الصنف أليس هذا غش ؟
وتجد الفاكهة المعروضة حين يراها الزائر يشك بأنها محلية فيبادر إلى ذهنه أنها مستوردة و أوضح أن سر انتقاء السلع والمتوجات هو طمع العارض (الفلاح) من حصوله على أي دعم إضافي.
فكان من الأجدر للعارض أن يعرض منتوجه بدون انتقاء حتى نعطي صورة حقيقية على فلاحتنا     وهذا لكي يتسنى  للوالى ومدير المصالح الفلاحية من تشخيص الوضعية الحقيقية للفلاحة في الولاية      و لكي يضعوا الافاق المستقبلية لهذا القطاع.
أخي القارئ قد تظن أنني أبالغ فإذا أردت أن تتأكد من ذلك  فأنصحك بزيارة بلدية أولاد إبراهيم والعمارية وبلدية سي المحجوب وبوعيشون وبعض مناطق بن شيكاو وحتى في ولاية المدية بمنطقة سوبر, ووزرة.                                                              فستجد بساتين العنب معظمها متأكسدة بمرض البياض الدقيقي وبساتين التفاح مرتع للعناكب والحشرات وملتهبة بمرض التبقع, وأصبحت البساتين مغزوة بالأعشاب الضارة وكأنها مهجورة
فبعض البساتين هذه السنة التهمتها النيران بأكملها خاصة بمناطق اولاد إبراهيم فعند مرورك بالطريق العام لاتجد بستان مخدوم ولا عنقود عنب يأكل أو يسر الناضرين بعد ما كانت منطقة مشهورة بزراعة الكروم.
في الاخير أقول للفلاحين وكل الغيورين على الفلاحة بأن الفلاحة لكي يبارك فيها الله لابد من توفر شيئين أولهما النية و الإخلاص في العمل وثانيهما الزكــــــاة بدون الذهاب إلى الصندوق الوطني للتأمين الفلاحي.  


المواضيع المتشابهه:
  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
عبدو عبدو

إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق